تأثير قيام الليل في تحقيق أهدافنا الروحية خلال شهر رمضان.
رمضان شهر عظيم ومبارك يشهد فيه المسلمون شهر الصيام والقيام، وهو شهر يجمع بين العبادة والتضامن والمحبة والسعادة، فالإنسان يحرص في هذا الشهر على زيادة أعماله الصالحة والتقرب إلى الله تعالى.
إن قيام الليل من أفضل الأعمال الصالحة التي يؤجر عليها المسلم في شهر رمضان، ولها تأثير كبير على تحقيق الأهداف الروحية، فتجعلنا أكثر تركيزاً وتأملًا في عظمة خالق السماوات والأرض، وتشعرنا بأهمية الدعاء والاستغفار لله تعالى، وتخلصنا من الشعور بالتعب والإرهاق.
القيام بالليل في شهر رمضان
يُعدُّ القيام بالليل في شهر رمضان فرصةً ثمينة للتوبة والتراجع عن الذنوب، فهو موقعٌ رحيبٌ للعبد المؤمنِ يقترب فيه من ربه، ويستمع إلى كلامه، وينزل المغفرة والرحمة والتوفيق والبركة. فمن صام نهارًا وقام ليلًا وتابَ إلي الله بهذا الشهرِ الفاضل فهو مستحقٌ للفوزِ العظيم.
تعدُّ الصيامَ في النهار فرصةً للتحكم في النفس والتقرب لله تعالى، وتعدُّ الصلاةَ في الليل فرصةً للوصول إليه والاقترابَ منه. إنَّ القيامَ بالليل وتلاوة القرآنِ الكريم يحرص المسلمون عليه في شهر رمضان بشكلٍ خاص، وذلك لأنَّها فرصةٌ لا مثيلَ لها للراحة والتأمل والتدبر.
وادعوكم، يا إخوتي، لاستثمار هذا الشهر الفضيل بالقيام بالليل، والتفكر في آيات القرآن الكريم، والتعرف إلى رحمته الواسعة، وذلك من خلال التواصل المباشر مع ربِنا وحيث يشعر الإنسان بأنه يقدم لله شيئًا، فإذا قبل الله منه هذا العمل سوف يحفظه من النار ويجعله من أبرار الخلق.
الصلاة والقيام في شهر رمضان
إن المؤمن إذا قام بالصلاة والقيام في شهر رمضان، فإنه يحصل على عددٍ كبيرٍ من الأجر والثواب، ولهذا فإننا نجد أن القيام بالليل من الأعمال التي يتيسر القيام بها في شهر رمضان بشكلٍ كبيرٍ، خصوصاً في السهرات الرمضانية التي يحرص المسلم على هذا النهج ويحرصون أبناء الأمة الإسلامية على الاجتماع والتواصل مع أفراد الأسرة والمجتمع بشكلٍ أطول وأكثر نشاطًا.
وعندا ختامه، يحتاج الإنسان أن يترك أهميته الشخصية وإنجازاته الدنيوية، ويهتم بتحقيق الأهداف الروحية التي ترضي الرب الكريم، فالمؤمن من جميع أصنافَ العبادِ يسعى إلى تركِ بصمة صالحة بالأمس و اليوم والمستقبلِ، فالقيام بالليل هو ردة فعل إيجابية للمسلمين في نهج السنة النبوية وعبادة الله التي يحبها ويرضاها.
لذا، فإننا إذ نجعل من قيام الليل في شهر رمضان سيرة وعادة، نزرع في دواخلنا الإيمانِ بالله والآخرة، ونستطيعُ بذلكً تحقيق الأهداف الروحيةِ التي كانت لنا الرغبة في تحقيقها.
فدعونا جميعاً نستثمر هذا الشهر الكريم بالإقدام على عبادة الله تعالى، والطلب منه الرحمة والمغفرة، والاستغفار على ما فات، وتأكيد النوايا الصادقة لتحقيق أهدافنا الروحية.