قيام الليل في رمضان: درجات الاحتساب والأجر
قيام الليل في رمضان: درجات الاحتساب والأجر
رمضان شهر الصيام والعبادة، فهو شهر ترفع فيه الأعمال وتحصل فيه الثواب. ومن أهم الأعمال التي تنبغي للمسلم القيام بها في شهر رمضان هي قيام الليل، فهي من أفضل العبادات وأعظم الأجور.
إن قيام الليل في رمضان يحظى بأهمية كبيرة في الإسلام، فهو يعد من الأعمال الصالحة التي تقرب المؤمن إلى الله تعالى وتزيد فيه الإيمان، إلا أن لها درجات احتساب وأجر تختلف باختلاف شدة العمل بها ومدى التفاني فيها.
أول درجات قيام الليل في رمضان هي السهرة السائرة، وهي من أعظم درجات قيام الليل، فهي عبادة مستمرة من حين ينتهي المفطر إلى وقت الفجر، وتتطلب العزيمة والإرادة القوية للمضي فيها والاستمرار في الصلاة والقراءة والذكر والدعاء طيلة الساعات الطويلة المتبقية من الليل. ومن أكبر الأجور لهذه السهرة أنها تثبت في النفوس الإيمان والتقوى، كما أنها تزيد في القوة الروحية والاستقامة في سبيل الله تعالى.
ثاني درجات قيام الليل في رمضان هي الصلاة الجماعية في المسجد، وهي من ضمن الأعمال الصالحة التي يعدها المؤمن بشكل جماعي ويأمر الناس بها ويشجع عليها، فهي تزيد في التراحم وتعزز الأخوة بين المؤمنين. ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)، فهي تضاعف الأجر وتزيد في البركة والرحمة.
ثالث درجات قيام الليل في رمضان هي الصلاة الفردية في البيت، وهي عبادة صالحة جداً تفتح قلب المؤمن وتزيد فيه الإيمان واليقين. وتستطيع الكثير من المؤمنين أداء هذه العبادة في بيوتهم الخاصة بعد أن ينتهي الجميع من صيامهم وأعمالهم في اليوم، كما أنها عبادة مستحبة لكل شخص يريد الاقتراب من الله تعالى بالصدق والخشوع والتواضع.
رابع درجات قيام الليل في رمضان هي الدعاء والذكر، فالإنسان إذا قام في الليل يتحدث مع ربه ويناجيه، ويستغفره ويدعوه، فتكون قلوبهم مفتوحة على الله ويرفع الله بهم درجات ، ومن أكثر الأجور لهم هي أن الأمور التي يسألون الله عنها تتحقق لهم بإذن الله.
خامس درجات قيام الليل في رمضان هي الصوم الاختياري في النهار، ولا يشترط عليه أن يصوم كل يوم، بل يمكنه اختيار الأيام التي يستطيعه فيها الصيام والامتناع عن الطعام والشراب والنهوض للعبادة، فهي من أعظم الدرجات التي تزيد في الإيمان والصعود في الدرجات الروحية للمؤمن.
ومن الملاحظ أن هذه الدرجات لا تختلف عن باقي عبادات شهر رمضان، إلا أنها تحتاج إلى نفس قوية وإرادة صلبة حتى يتمكن المسلم من الاستمرار فيها وتحقيق الثواب الجزيل، ونصح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقيام الليل أنه: (أفضل العبادة عند الله تعالى ، وأكثرها اجتهادا ، وأقربها إلى اليقين).
وبناء على ما سبق، فقد تبين لنا أن قيام الليل في رمضان هو عبادة عظيمة تضاعف الأجر وتزيد في الإيمان والتقوى، وأنها تحتاج إلى إرادة وعزيمة قوية من المؤمن حتى يتمكن من تحقيقها وجذب الثواب الجزيل. ومن أجل ذلك، يجب علينا جميعاً الاجتهاد في هذه العبادة والعمل على تحقيق درجاتها، حتى نحظى بمزيد من الثواب ونستعد لشهر رمضان بعبادات ترفع مقامنا إلى أعلى الدرجات الإيمانية والروحية.